ميسي: ما زلنا الأفضل

ما زالت عدة أيام تفصلنا عن الموعد المنتظر للكلاسيكو العظيم بين برشلونة وريال مدريد، ولكن روح المنافسة القوية أصبحت تسيطر على الأجواء بالفعل. وبخبرته الواسعة بهذا الديربي الكبير وأهميته، شاركنا الأرجنتيني ليونيل ميسي المتخصص في تكدير صفو المنافس العتيد آراءه وأفصح لى عن أفكاره في حديثه معى(حب جديد)

فحلل لنا النجم المتألق دائماً أحوال العملاق الكتالوني في الوقت الحاضر، والتغييرات التي أضفاها جوزيه مورينيو في فريق القلعة البيضاء، وأكد بكل ثقة: "إذا لعبنا بمستوانا، سنفوز بالتأكيد."

يمكنكم الإطلاع على الجزء الأول من هذه المقابلة عن طريق الرابط الذي يظهر إلى اليسار.


إنه يحاول أن يجد لي أفضل وضع في كل مباراة لكي أتمكن من التعامل مع الكرة ومفاجأة المنافس الذي يفرض عليَّ رقابة لصيقة. ولذلك أحاول دائماً التراجع إلى الخلف بهدف إخراج المدافع من منطقته ثم مواجهته والتفوق عليهميسي حول أسلوبه باللعب


ليو، ذكر فرانز بيكنباور مؤخراً فريق برشلونة باعتباره الفريق الذي يمثل كرة القدم في القرن الحادي والعشرين. فما رأيك في ذلك؟
إنه على حق. هناك فرق كثيرة حاولت تقليد "نظام جوارديولا"، ولكن ذلك ليس سهلاً على الإطلاق. فلابد من وجود لاعبين قادرين على اللعب بهذه الطريقة، ومدرب شجاع يتحمل المخاطرة عندما لا تسير الأمور على ما يرام كما كان يفعل بيب جوارديولا. لا أحد يتذكر البداية الصعبة، ولكننا لم نحد عن أسلوبنا قيد أنملة. الحقيقة أن المرء يعيش وقتاً رائعاً وعظيماً مع هذا الفريق.

تبتكر أنت وبيب جوارديولا مركزاً جديداً للعب في كل مباراة، فرأيناك تلعب حتى في مركز "رأس الحربة الزائف"...
إنه يحاول أن يجد لي أفضل وضع في كل مباراة لكي أتمكن من التعامل مع الكرة ومفاجأة المنافس الذي يفرض عليَّ رقابة لصيقة. ولذلك أحاول دائماً التراجع إلى الخلف بهدف إخراج المدافع من منطقته ثم مواجهته والتفوق عليه في موقف "واحد ضد واحد". وهنا يكون من الضروري دعم زملائي، مثل تشابي وإنييستا وفيا وبيدرو، الذين يساعدونني بشكل ممتاز بالكرات التي أتبادلها معهم. ولكني أحب اللعب في المنطقة الأمامية، بداخل المنطقة.

كيف حال ريال مدريد؟ هل تراه أقوى مما كان عليه في الموسم السابق؟
نعم، ولكني أعتقد أن هذا هو ما يحدث كل عام، فهم أقوى خصومنا. وقد جعلوا مهمتنا صعبة حقاً في الموسم الماضي حتى الجولة الأخيرة. وما زال النادي يحتفظ تقريباً بكل لاعبيه المؤثرين، كما أنه دعم صفوفه جيداً بلاعبين ألمانيين (أوزيل وخضيرة)، وأيضاً بصديقي أنخيل دي ماريا، وهو لاعب رائع حقاً، سوف ترونه. ولكن أهم شيء في رأيي هو ذلك التغيير في طريقة التفكير الذي أدخله جوزيه مورينيو، فهم الآن ما زالوا فريقاً كبيراً جداً، ولكن من ينظر إليهم نظرة شاملة يدرك أنهم أصبحوا يلعبون منذ البداية بعقلية تميل إلى الفوز أكثر مما في السابق.

هل تابعت مبارياتهم الأخيرة؟
نعم بالتأكيد، لم أفوت مباراتهم مع ميلان، حيث شاهدناها عبر التلفاز. أعجبني الشوط الأول. إنه فريق قام بتطوير لعبه، فريق قوي جداً، ويندفع بكل قوته، كما نفعل نحن. وبعد إذننا (يضحك)، يحق له أن يتطلع للفوز بكل الألقاب.

فلنعد إلى برشلونة؛ ما الذي يعنيه لك وصول خافيير ماسكيرانو؟
يسعدني وصول "ماسكي" من ناحيتين: من الناحية الشخصية لأنه صديق أقدره كثيراً وأعرفه جيداً من المنتخب، حيث سعدت بصحبته كثيراً. أما كلاعب كرة قدم، فلست أتعرف عليه الآن، إن مسيرته معروفة ورائعة. لقد اعترف لي الشباب بأن مهاراته الفنية أدهشتهم. كانوا قد اعتادوا رؤيته يركض ويقاتل برداء ليفربول. إنه ممتاز في قطع الكرات واستخلاصها من المنافسين، ويختلط الأمر على البعض بسبب ذلك عند تقييمه. وهو هنا في برشلونة سيستفيد من المستوى الفني الخارق لكل اللاعبين ويتحسن أكثر وأكثر.


إذا استطعنا المحافظة على المستوى الذي ظهرنا به في الآونة الأخيرة، سنتأهل. وأتوقع ذلك أيضاً لتشيلسي وريال مدريد وبايرن وإنتر. وإذا كان عليَّ أن أختار نادياً واحداً، سأقول إن فريق كارلو أنشيلوتي يخوض هذا الموسم بكل قوة


فلنتحدث عنك أنت. لقد حزنت كثيراً للخروج من كأس العالم FIFA على يد ألمانيا، وتكرر الأمر بالخروج من نصف نهائي دوري الأبطال على يد إنتر...
إنها ذكريات أليمة. أمام الإنتر لم نكن نستحق الخسارة، كنا بحاجة لهدف واحد فقط. ولكن المؤكد هو أننا خسرنا تلك المواجهة في مباراة الذهاب، حيث لم نكن بالمستوى المطلوب. ولكننا رغم ذلك كنا نستحق الوصول إلى النهائي، كنا أفضل فريق وكنا نلعب أفضل أيضاً. كنت مقتنعاً، مع كل الإحترام لبايرن، بأن لقاء برشلونة وإنتر هو الذي سيحسم البطولة. فالفائز كان سيخرج من اللقاء مدعوماً بقوة إضافية يخوض بها النهائي.

كيف ترى دوري أبطال أوروبا هذا العام؟
كما هو الحال دائماً، صعباً ومعقداً للغاية. لا توجد مباراة سهلة، هذه حقيقة واقعة وليست مجرد كلام. عندما أجريت القرعة، راح الكل يتحدثون عن المجموعة السهلة مع كوبنهاجن وروبين كازان وباناثينايكوس. ولكن لا. فالدنماركيون والروس جعلوا مهمتنا صعبة جداً. وسنعاني في أثينا من أجل الفوز. لا أحد يستسلم بسهولة، وهي لذلك أفضل مسابقة للأندية.

هل برشلونة مرشح للفوز؟
على مستوى كرة القدم، نعم. إذا استطعنا المحافظة على المستوى الذي ظهرنا به في الآونة الأخيرة، سنتأهل. وأتوقع ذلك أيضاً لتشيلسي وريال مدريد وبايرن وإنتر. وإذا كان عليَّ أن أختار نادياً واحداً، سأقول إن فريق كارلو أنشيلوتي يخوض هذا الموسم بكل قوة، وأنا أراه الخصم الذي يجدر بنا أن نواجهه. كما أنني تفاجأت بفريق توتنهام أيضاً، خاصة في المباريات التي أقيمت في وايت هارت لاين. إنهم أقوياء جداً على أرضهم. إنه طريق طويل ذلك الذي يؤدي إلى النهائي في ويمبلي. ولكننا نقاتل من أجل الوصول إلى هناك في أقرب وقت ممكن.

ألا تضع في تلك المجموعة مانشستر يونايتد، خصمكم في نهائي 2009؟
إنه فريق في غاية القوة، ولكنه يمر بمرحلة إعادة صياغة. لا أعرف، أحياناً أراه قوياً جداً وأحياناً لا، ولكني بالطبع أصنفه ضمن المرشحين، مثل آرسنال الذي يلعب في صفوفه سيسك فابريجاس. لقد لفت انتباهي في مانشستر يونايتد خافيير هرنانديز، الذي لم أكن أعرف عنه الكثير ثم فاجأني أداؤه الرائع في جنوب أفريقيا.

بما أنك تتحدث عن الأصدقاء القدامى، فقد زارك مؤخراً صامويل إيتو، هل تفتقده؟
كان "صامو" رجلاً في غاية الأهمية في فريقنا. فهو لم يكن يسجل الأهداف فحسب، بل كان هو أول من يتقدم عندما يتطلب الأمر الضغط على الخصم، ثم تنتقل العدوى إلينا منه. وأنا أكرر أنه – في نظري – كان جزءاً لا غنى عنه في المسيرة التي انتهت بفوز إنتر بالثلاثية تحت قيادة مورينيو.


سوف تكون مباراة عظيمة، كما يحدث دائماً. إن أموري أنا تسير على ما يرام، أديت مباريات رائعة وسجلت أهدافاً جميلة. ولكنهم هذا العام سيخوضون اللقاء بروح الثأر


هل دافيد فيا هو البديل المثالي لصامويل إيتو؟
يتمتع دافيد بنفس مواصفات صامويل من حيث أسلوب التحرك والبحث عن المساحات والإتجاه دائماً نحو المرمى. إنه شديد الإجتهاد. وكلاهما يبذل كل ما أوتي من قوة لكي يسجل من أي فرصة تسنح له. إننا نتفاهم بشكل أفضل في كل مباراة، لم يكن أي منا يعرف الآخر، ولكننا أصبحنا نتكامل معاً بشكل مناسب تماماً لأسلوب لعبنا.

ثمة سؤال يتسم بمزيد من الحساسية: هل استأت للتصريحات التي أدلى بها زلاتان إبراهيموفيتش بشأن الأجواء السائدة بداخل فريق برشلونة؟
في الحقيقة لا. لم تحدث بيني وبين "إيبرا" أية مشاكل على الإطلاق، وأعتقد أيضاً أن هذا هو حال باقي الزملاء. كانت علاقتنا طيبة للغاية. لا أعرف على وجه الدقة ماذا قال ولا ما الذي كان يشير إليه. ولكني لن أعتبر نفسي المعني بالكلام. إنه هو الذي يعرف. أعتقد أن تصريحاته كانت تركز على بيب جوارديولا أكثر مما تركز علينا...

لكي نختم حديثنا، يقترب موعد الكلاسيكو مع ريال مدريد، فكيف ستكون المباراة؟
سوف تكون مباراة عظيمة، كما يحدث دائماً. إن أموري أنا تسير على ما يرام، أديت مباريات رائعة وسجلت أهدافاً جميلة. ولكنهم هذا العام سيخوضون اللقاء بروح الثأر لأن برشلونة في الآونة الأخيرة كان يتفوق عليهم في الدوري الأسباني وفي دوري أبطال أوروبا. أعتقد أن رغبتهم في الفوز علينا متأججة منذ الهزيمة 2-6 في البيرنابيو، ولكني أعتقد أننا إذا لعبنا بمستوانا، سنفوز بالتأكيد. لقد دعموا صفوفهم هذا العام بلاعبين جدد وبالمدرب مورينيو، ولكن برشلونة في نظري يبقى هو الأفضل. لا شك أنها ستكون مباراة يستمتع فيها اللاعبون بداخل الملعب والجماهير في خارجه.